قد تصاب بعض الزوجات وأيضاً الأزواج بعد مرور فترة من الزواج بضجر من العلاقة الحميمة بالرغم من الحب الشديد الذي يجمعهما ، دون وجود اسباب واضحة لهم عن سبب هذه الحالة .
فيعد الضجر في العلاقة الحميمة من الموضوعات التي تحمل الكثير من التبعات السلبية على علاقة الزواج .
وقد استدعت هذه الحالة الكثير من الأبحاث ، والتي تكلف ملايين الدولارات على مدار السنوات الأخيرة .
حتى أصبحت مصدراً للكثير من الأساليب التجارية ، سواء عن طريق شركات الأدوية المعنية بإنتاج أدوية محفزة أو حتى من تلك الصناعات المعنية بإنتاج الألعاب المساعدة .
ليس هذا فقط ، بل ويشمل الموضوع نصائح يقدمها المختصون في مجال الصحة الجنسية ، والتي تعدّ مكلفة مقارنة بما تحققه من فائدة مرجوة .
لكن المشكلة لاتزال قائمة ، بل وفي ازدياد .
وبحسب آخر إحصائية نشرتها مجلة الصحة الجنسية الصادرة من أميركا في مايو 2014 ، أوضحت أن أكثر من ثلثي الأشخاص المرتبطين بعلاقة حميمة مستمرة يشعرون بنوع من الملل ، حتى في عدم وجود أي اضطرابات أخرى ، ولكن لا يعرفون الطريقة الصحيحة لاستعادة الحيوية في العلاقة .
رسالة بلغتها البسيطة تعبر عن مدى الألم والخوف على مستقبل الزواج .
السيدة (شهيرة) تقول في رسالتها : أرجوكِ أن تساعديني ، فقد وصلت إلى مرحلة من اليأس أن أجد حلاً لما أمر به .
وأرجو المعذرة على أسلوبي البسيط في الكتابة ، فتعليمي لا يتعدى المرحلة المتوسطة .
أنا حالياً في أوائل الثلاثينيات من عمري ، متزوجة ، ولديّ 5 أطفال ، كلهم بخير والحمد لله .
وزوجي يعمل في القطاع التجاري والحال مستور .
وما حدث أنني بدأت أشعر بأن زوجي كلما طلب حقه الشرعي أشعر بتأنيب الضمير ؛ لأنني أصاب بالتعب والصداع .
مع العلم أن كل تحاليلي سليمة ، وهو أيضاً بدأ يمل من الطلب ، وحتى أحياناً كثيرة يقول معك حق ، بلاش الليلة .
وهنا بدأت أخاف أن يغضب أو أن ينظر لامرأة أخرى .
والغريب أننا نتفاعل بصورة جيدة عندما نشاهد اللقطات المثيرة ، وهو ما جعلني أطلب الاستشارة من أحد الأطباء .
والذي أعطاني منشطاً ، ولكن للأسف لم يساعد في أي شيء .
ما هذه الحالة ؟
وهل فعلاً هي نتيجة طول فترة الزواج ؟
فأنا متزوجة منذ 18 عاماً .
وماذا سيحدث عندما أصل للخمسين من عمري ؟
وهل الطلاق هو الحل ؟
وجد أن أكثر النساء يعبرن عن هذه المشكلة بطرق لفظية مثل العبارات الشهيرة «ليس الليلة ، فأنا أعاني من صداع» ، وهي العبارة التي قد يفهمها الزوج بأنها إشارة إلى أن يبدأ في التفكير في الأخرى .
ونجد أن التفسيرات التي تحاول توضيح هذه المشكلة غير كافية ، ولا تعرض طرق المعالجة الصحيحة للوضع .
فقد يتم تفسير هذه الحالة خطأ ضمن حالات البرود لدى النساء ، أو حالات فقدان الرغبة عند الرجال ، وما يترتب عليه من إعطاء أدوية قد تزيد الحالة سوءاً .
قد يكون التوقف عن الممارسة الحميمة لفترة من الأمور التي تساعد على إعادة شحن الرغبات .
وخاصة مع المصارحة الهادفة والهادئة بين الزوجين بأن الموضوع ليس له علاقة بالشخص وذاته ، وإنما هو خلل في التناغم والإثارة الحميمة بالأداء .
وقد يستغرب البعض عندما نجد أن عدم الشعور أو التخلي عن الأنانية يعدّ من أهم الأسباب للحالة التي تتحول إلى ملل وضجر ، وتصبح العلاقة الحميمة مجرد «أداء واجب» .
والأهم من هذا هو التواصل الصريح بعيداً عن الشعور بالخوف من التفسيرات الخاطئة المحتملة بين الزوجين .
ولذلك عزيزتي أرجو أن تعيدي قراءة الإجابة بتمعن مع زوجك ؛ لإيجاد الطريقة الأفضل لكما ؛ للتغلب على هذه المشكلة ، والتي يمكن علاجها بإذن الله .
فالعلاقة الحميمة يكمن المحرك الرئيس لها في الناحية النفسية والدماغ ، وليس في الأعضاء ، والتي تعدّ مجرد أدوات للحصول على الراحة .
ولذلك يجب ألا نتحول إلى مجرد زبائن لشركات الأدوية أو المصانع المنتجة للألعاب المحفزة ، من دون أن يكون لدينا الوعي الصحيح لمدى فعالية مثل هذه الطرق لعلاج ما نعانيه من الملل والضجر في العلاقة .