نسبة كبيرة من الأزواج يتبعون المثل الشعبي المعروف «قطع رأس القطة منذ البداية» ، لارهاب وتخويف الزوجة والسيطرة عليها وعلى تصرفاتها وأفكارها من بداية الزواج .
أي إفهام المرأة بأن العلاقة الزوجية وسيرها في يد الرجل ؛ لأنه مسؤول عن حماية كل شيء ، والاعتناء بالنواحي المادية والإدارية لشؤون الزواج .
هذا الأسلوب كان سائداً منذ خمسة عقود من الزمن أو أكثر، ولكن اليوم تغيرت الأمور ، فقد أصبح من الصعب على الرجال تغيير شخصيات النساء اللاتي يتزوجن منهن .
المرأة أصبحت واعية وأكثر ذكاء لمعرفة واجباتها ، فإن تجاوز الأزواج الحدود ، فهن قادرات على التنبيه ؛ لكي تتغير الأمور .
لكن لا تزال هناك فجوة كبيرة ، يحاول من خلالها الرجل ممارسة أساليب كثيرة ؛ من أجل إجبار المرأة على الرضوخ له ، وإن أمكن جعلها تبدو من دون شخصية مستقلة لها مفعولها ودورها في الحياة الزوجية .
أوضحت دراسة برازيلية ، من خلال استطلاع للرأي أجرته بين صفوف نحو ثلاثة آلاف وخمسمائة امرأة عبر الإنترنت ، ومن جميع الجنسيات ، أن نسبة 35 % من النساء لا يزلن عرضة لما يعرف بالتعذيب العاطفي .
أي ضرب الرجل على الوتر العاطفي ؛ من أجل إشعار المرأة بأنها أقل شأناً منه في العلاقة الزوجية .
فإهانة الشخصية تمثل أكبر وأقذر طريقة لتعذيب المرأة عاطفياً ، فهناك رجال لا يكلون ولا يملون من محاولاتهم إشعار المرأة بأنها المخلوق الذي ينبغي أن تتبع زوجها في كل شيء ، ولا يكون لها رأي في شيء .
والتعذيب العاطفي ، كما أشارت الدراسة ، يمثل نوعاً من الحط من القيمة الفردية ، ويعتبر ذلك إساءة كبيرة للجانب النفسي من شخصية المرأة .
كما أن الجروح المعنوية للتعذيب العاطفي لا تقل خطورة عن الجروح النفسية الناجمة عن الأمراض والعقد النفسية .