الغرة هى فتاة بكر من أهل الجاني في جرائم القتل .
ويطلب الزواج منها ذوو المجني عليه كشرط من شروط الصلح لإنهاء النزاع مع عشيرة المجني عليه .
وقد جرى العرف البدوي أن تكون هذه الفتاة بنت أو أخت الجاني أو أقرب قريباته إن لم يكن له بنت أو أخت أو له ، ولكن صغر السن يحول دون الزواج .
ويتزوج "الغُرّة" أب أو ابن أو أخ المجنى عليه "القتيل" وهذا الزواج يتم دون مهر .
وتظل "الغُرّة" خاضعة لهذا الزواج المهين حتى تنجب من زوجها ابنا ذكراً .
فإن أنجبته تظل حتى سن الفطام ثم تعود لأهلها حرة بعد أن أدت وظيفتها بتعويض أهل المجنى عليه عن القتيل الذى افتقدوه .
أما الزوج إذا ما أراد استردادها كزوجة حقيقية فعليه أن يرسل إلى أهلها "جاهة" تطلب ردها .
فإن وافقوا جاء خاطباً لها فيزوجوه إياها بمهر ومراسم زواج عادى وكأنه لم يقربها من قبل .
وإن رفضوا تزويجه ظلت هذه المرأة دون زواج ، لأن من العيب فى عرف بادية سيناء أن يتزوج رجل من امرأة كانت فى السابق "غُرّة" .
ويبرر البدوى هذا النوع من الزواج بأنه يزيد الصلات بين عائلة الجاني وعائلة المجني عليه .
لأن المصاهرة تقرب الناس بعضهم إلى بعض .
إن هذا النوع من الزواج بلا شك ضد حرية المرأة كإنسانة ومهين للمرأة ويتم التعامل معها كسلعة تباع وتشترى وتحل بها مشاكل العائلة والعشيرة ، ولا مكان لرأيها والمبررات التي تساق من المجتمع هي مبررات متخلفة .
وبلا خلق مبررات وحجج على المجتمع السيناوى أن يمارس عملية النقد الذاتي والبحث عن أسباب المشاكل والعنف والاضطهاد الذي يتعرض له النساء باسم الزواج .
وعلى المجتمع أن يراجع السلبيات التي تخلقها العادات والتقاليد للمجتمع في شبة جزيرة سيناء وهذا يقع على المثقفين من أبناء بادية سيناء .