كثيرا ما يحب المشاهير ورجال وسيدات المجتمع الراقي قضاء اوقات خاصة بعيدة ومختلفة عن صخب الحياة اليومية والروتينية .
مما يدفعهم لشراء البيوت النائية ، خصوصاً تلك الريفيّة حتى يستمتعوا باستقلاليّتهم في أجواء مريحة .
وقد رغبت ملكة بريطانيا فيكتوريا في شراء مصيف لها ولزوجها ألبرت للاسترخاء بعيداً عن ضغوطات الحياة ؛ وذلك بعد مرور 4 سنوات على اعتلائها العرش الملكي .
عُرض منزل "إيغلبيرست" الريفيّ الضخم ، الذي كان على وشك أن يُصبح مصيف الملكة فيكتوريا ، للبيع مقابل 6.5 مليون باوند استرليني .
والجدير بالذكر أنّها وقعت في غرامة عندما نزلت فيه سنة 1833 ، عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها .
وقد استطاع هذا المنزل أن يجذب الملك ألبرت بفضل المناظر الطبيعيّة ، التي كانت تذكّره بخليج نابولي .
ولكن اختيار الزوجين رسا على منزل "أوزبورن" ، الذي يقع على الجهة المقابلة من جزيرة "وايت" .
يعود تاريخ منزل "إيغلبيرست" الضخم ، الذي يمتدّ على مساحة 40468 متراً مربّعاً ، إلى بداية القرن التاسع عشر ، عندما بناه القائد العسكري النابوليوني الجنرال ريتشارد لامبرت ، الذي كان حاكم قصر "كالشوت" القريب .
ويُقال أيضاً أنّ المنزل الريفيّ غير الاعتياديّ ، الذي يضمّ 11 غرفة هو أوّل منزل فخم بُني في بريطانيا بطبقة واحدة .
وهذه الميزة هي التي أعجبت الملكة الشابة ، عندما أمضت وقتاً فيه .
وقد كتبت الملكة في مذكراتها ، سنة 1833 ، أنّهم كانوا يعيشون في الطبقة الأرضيّة مشبّهة إقامتها بـ"الخِيم" .
وعلى مرّ السنوات ، شكّل المنزل ملاذاً لعدد كبير من الشخصيّات التاريخيّة الهامّة ، بمن فيهم المخترع الإيطالي غوغليولمو ماركوني ، وهو الرائد في مجال الإذاعة البعيدة المدى .
فقد أرسل ماركوني ذبذبات إذاعية من "إيغلبيرست" إلى جزيرة "وايت" .
بالإضافة إلى ذلك ، شاهد مع عائلته الشابّة إبحار سفينة "التايتنك" من "ساوثامبتون" ، في أبريل (نيسان) سنة 1912 .
بعد ذلك ، سكن في "إيغلبيرست" المهندس كلوف ويليامز أليس ، الذي أنشأ قرية "بورتماريون" في "ويلز" .
وبعد مغادرة ويليامز أليس هذا المنزل ، قسّم المنزل إلى 6 شقق منفردة .
ولكن ، خلال السنوات العشرين الماضية ، أعاد المالك الحالي تجديد المكان ، وحوّله إلى ملكيّة واحدة ضخمة .
بعد أن تمّ تجديده بشكل كامل ليضمّ 5 غرف استقبال وكوخاً منفصلاً (يضمّ غرفتين) وملحقاً بغرفة واحدة وشقة كبيرة وحديقة فسيحة وملعباً لكرة المضرب .
والجدير بالذكر أنّ إحدى طبقات المنزل هي عبارة عن برج "لوتريل" ، وبنيت سنة 1780 من قبل رئيس الوزراء البريطاني تامبل سايمن لوتريل ، وهي الآن ملكيّة "لاندمارك ترتست" .
إنّ منزل "إيغلبيرست" جوهرة مخفيّة ومبنى أيقونيّ فعليّ ، يقع على شواطئ "سولنت"، ضمن أجمل المناظر الطبيعية؛ ولا يمكنك الوصول إليه إلا عبر ممرّ كبير مليء بالحصى !